تنظم الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال-خنيفرة والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) دورة تكوينية جهوية لفائدة أستاذات وأساتذة مادة اللغة الإنجليزية للسنة الأولى ثانوي إعدادي العاملين بالمؤسسات المعنية بتطبيق مشروع "جسر إلى سلك التعليم الإعدادي"، الهادف إلى الارتقاء بالمجال التربوي وتجويد التعلمات في الجزء المتعلق بتدريس مادة اللغة الإنجليزية، وذلك أيام 14 و15 و16 شتنبر 2023.
وقد أشرف على افتتاح هذا اللقاء السيد مصطفى السليفاني، مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملال-خنيفرة، والسيدة سلمى أباعوش، ممثلة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)بالمغرب، والسيد فتحي العشري، مدير برنامج "جسر إلى سلك التعليم الإعدادي"، والسيد أحمد الشعبي، خبير اللغة الإنجليزية في هذا البرنامج، بحضور السيدين رئيسي قسمي الشؤون التربوية، والتخطيط والخريطة المدرسية بالأكاديمية، والسادة مفتشي مادة اللغة الإنجليزية بالجهة، والسيدات والسادة أستاذات وأساتذة مادة اللغة الإنجليزية بالمؤسسات التعليمية المعنية بتجريب هذا المشروع التربوي.
حيث تطرق السيد مدير الأكاديمية في كلمته الافتتاحية إلى سياق وأهمية برنامج "جسر إلى سلك التعليم الإعدادي"، والذي يتم تنزيله من خلال اعتماد مبدأي الاخضاع للتجريب والتدرج في التعميم بكل من أكاديميات جهات بني ملال-خنيفرة، وطنجة-تطوان-الحسيمة، ومراكش-آسفي. واعتبر هذا البرنامج، بالإضافة إلى برامج أخرى تم اعتمادها، أجرأة فعلية لمحاور والتزامات خارطة الطريق 2026-2022، وبرامج الإطار الإجرائي لهذه الخارطة 2024-2023، في الشق المتعلق بتطوير ومراجعة المناهج الدراسية وأساليب التدريس، والهادفة بالأساس إلى تجويد التعلمات والمكتسبات، وتعميم الممارسات الناجحة على المستوى الوطني، والحد من أسباب الهدر المدرسي المتعلقة بعدم التمكن من المكتسبات الأساسية.
من جهتها، اعتبرت السيدة ممثلة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) بالمغرب، هذا البرنامج ثمرة شراكة بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، ومختلف المتدخلين والشركاء، في قطاع التربية والتكوين. ويهدف إلى تنزيل مناهج دراسية تضع المتعلم(ة) في صلب اهتماماتها، وذلك في اللغتين العربية والإنجليزية والعلوم في السلك الإعدادي، وفي نهاية السلك الابتدائي.
في نفس السياق أكد السيد مدير برنامج "جسر إلى سلك التعليم الإعدادي"، على أهمية هذه الدورة التكوينية، والتي تستهدف تكوين أساتذة اللغة الإنجليزية للسنة الأولى ثانوي إعدادي العاملين بالمؤسسات المعنية بتطبيق مشروع "جسر إلى سلك التعليم الإعدادي" على مستوى جهة بني ملال-خنيفرة، والبالغ عددها 20 مؤسسة، وأهدافه، والغايات المتوخاة منه، وسياقه، ومبادئه التوجيهية، والمستويات المعنية بالبرنامج)، بالإضافة إلى بسط الإجراءات والتدابير والأنشطة التي سيتم تنفيذها. وأكد على أن هذه الدورة ستزاوج بين عروض نظرية، وأنشطة ودروس تطبيقية مرتبطة بعدة التدريس والتعلم المنجزة، وتقاسم الوثائق.
من جهته، أكد السيد خبير اللغة الإنجليزية في هذا البرنامج أن هذا التكوين يهدف إلى دعم قدرات الأساتذة بالمؤسسات المعنية بالتجريب، حيث سيركز التكوين في دورته الأولى على توجيه الأستاذات والأساتذة نحو الممارسات الفضلى في مجال تدريس اللغة الإنجليزية، وتعريفهم بأهمية تبني مقاربات جديدة متمحورة حول "المتعلم(ة)"، وإدماج الكفايات الحياتية والتواصلية ومقاربة التصميم الشامل للتعلم وميادين التقييم الذاتي. ومن شأن هذه الدورة التكوينية أن توفر للمدرسات ومدرسين شروط النجاح في تدريس مواد التعليم والتعلم الجديدة، وأن تعزز قدرتهم على استثمار التغذية الراجعة التي يقدمها لهم أطر التفتيش التربوي، أو تلك الصادرة عن تحليلهم لنتائج المتعلمات والمتعلمين ومواقفهم تجاه المنهاج الجديد.
جدير بالذكر أن مشروع "جسر إلى سلك التعليم الإعدادي"، في شموليته، يندرج في إطار الشراكة بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)عدد من الشركاء، وفــي إطار سلسلة المشاريع الإصلاحية التي تـباشـرهـا الوزارة الوصية، والــرامــية إلــى تــطويــر الــنموذج الــبيداغــوجــي، وخاصة ما يـتعلق بـالـتحكم فـي الـكفايـات والـتعلمات الأسـاس، والـتمكن مـــن الـــلغات، والارتـــقاء بـــتدريـــس وتعلم الـــعلوم والتكنلوجيا، وربـــط الـــتعليم الابــــتدائــــي بــــالــــتعليم الإعــــدادي، وفــــق مــــنظور الــــتكامــــل والانـسجام فـي الـبرامـج الـدراسـية، فـي إطـار سـلك الـتعليم الإلــزامــي، مــع إيــلاء اهــتمام خــاص بــالإدمــاج والإنــصاف، وديـنامـيات الـنوع الاجـتماعـي، والـحاجـة المـتزايـدة إلـى إعداد الأجـــــيال المـــــقبلة لـــــلتفاعـــــل الإيـــــجابـــــي مـــــع التحـــــديـــــات المستقبلية المرتبطة بالثورة الرقمية والتغيرات المناخية.
ويستهدف تلميذات وتلاميذ السلكين الابتدائي والإعدادي، ويبتغي دعم جهود إصلاح منظومة التربية والتكوين وتحقيق أهداف خارطة الطريق 2026-2022 من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع، والرامية إلى تحسين التعلمات الأساس، وخاصة اللغة العربية واللغة الإنجليزية والعلوم (من السنة الأولى إلى السنة الثالثة إعدادي)، واللغة العربية والعلوم (من المستوى الرابع إلى المستوى السادس ابتدائي)، لمساعدة تلاميذ السلك الابتدائي على الانتقال السلس إلى المرحلة الإعدادية، وتحسين مهارات التفكير لديهم، إلى جانب تعزيز قدرات الأستاذات والأساتذة في المواد والمستويات المستهدفة، وذلك، بناء على المكتسبات التي حققها البرنامج الوطني للقراءة (NPR) الذي ركز على المستويات الأولى في السلك الابتدائي، وكذا الممارسات الناجحة في البرامج الأخرى التي تقودها الوزارة، وذات الأثر الإيجابي على تعلمات التلميذات والتلاميذ.
هذا، ومن شأن هذا البرنامج أن يدعم ورش إصلاح منظومة التربية والتكوين، عبر تحسين أداء المؤسسات التعليمية وتعزيز المهارات البيداغوجية للأستاذات والأساتذة، بما سيمكن من تحقيق نتائج قابلة للقياس على مستويي الغاية والأهداف، وكسب رهان الجودة بالمدرسة العمومية.