منذ إطلاقها في سنة 2005، لم تتوقف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عن تقديم الدعم القيم لتلاميذ المناطق الجبلية والقروية، في مقاربة تطمح لتجاوز كافة المثبطات التي تعيق تميزهم الدراسي.
فعلى صعيد مدينة أزيلال، التي يغلب عليها الطابع الجبلي، تنشر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية إمكانيات كبيرة لدعم التلاميذ بمختلف المستويات التعليمية الابتدائية منها والإعدادية - الثانوية والثانوية - التأهيلية، بهدف تحسين نتائجهم الدراسية، ومساعدتهم على استيعاب تعلماتهم بشكل أفضل، لتجنيبهم الهدر المدرسي التي من أول مظاهره صعوبة التعلم.
ويندرج دعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي في إطار تنزيل البرنامج الرابع للدفع بالرأس المال البشري للأجيال الصاعدة من المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
ويتضمن هذا البرنامج، الذي وضع سنة 2022 بغلاف مالي يناهز 200 ألف درهم، مجموعة من الأنشطة الموجهة لتعزيز مكتسبات وتعلمات التلاميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، كمادتين تسهمان في صنع الفارق في المستوى بين التلاميذ.
وبفضل هذا البرنامج الطموح، الذي استفاد منه 1200 متعلم في إقليم أيزلال وحده، تراجع معدل الرسوب، وتحسن مستوى التلاميذ وارتفعت نسبة أولئك الذين عدلوا عن فكرة مغادرة فصول الدراسة.
وبذلك تكون جهود المبادرة الوطنية للتنمية البشرية قد أتت أكلها من أجل مواجهة العقبات التي تحول دون نجاح التلاميذ، لا سيما الانقطاع عن الدراسة الذي يعاني منه إقليم أزيلال، بسبب مناخه الشتوي القارس وصعوبة الوصول إلى بعض المناطق حيث توجد المدارس.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أفادت نعيمة عشاق، رئيسة مصلحة بقسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم أزيلال، بأن برنامج الدعم المدرسي يتم تنزيله على مستوى الإقليم من طرف اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بشراكة مع كل من مديرية التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، والجمعية الإقليمية للدعم المدرسي، مبرزة أنه تم تعبئة غلاف 200 ألف درهم لتعميم هذه المبادرة على عدد كبير من المتعلمين.
وأشارت إلى أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تروم ، من خلال هذا البرنامج ، دعم التلاميذ الذين يواجهون صعوبات تعيق تميزهم الدراسي، مع السهر على المواكبة وتقييم مكتسبات التعلم لدى كل تلميذ في إطار برنامج لتتبع تأثير هذا الإجراء.
وأكثر من مجرد كونه آلية بسيطة للدعم المدرسي، يعكس هذا البرنامج التزام المملكة الدائم والثابت بضمان التعليم للجميع، بمن فيهم تلاميذ المناطق الأكثر بعدا وتباعدا، بالسهر على تمكين الجميع من كافة شروط النجاح.
و م ع