%20(1).png)
- عبد المجيد تناني
في بادرة تنم عن إحساس كبير بالمسؤولية والقدرة على تفعيل آليات القانون في حماية أملاك الجماعات المحلية والمحافظة عليها وحسن استغلالها في خدمة الإدارة والصالح العام، وجه خطيب الهبيل والي جهة بني ملال- خنيفرة وعامل إقليم بني ملال مراسلة بتاريخ 23 شتنبر 2024 تحت عدد 8131 إلى باشوات مدن بني ملال، قصبة تادلة، القصيبة وزاوية الشيخ، ورؤساء دوائر بني ملال، قصبة تادلة، القصيبة واغبالة، في شأن " استغلال سيارات المصلحة لأغراض شخصية"، حيث حث الوالي من خلالها المسؤولين الترابيين المذكورين على دعوة رؤساء الجماعات التابعين لنفوذهم الترابي على السهر شخصيا من أجل حسن استعمال سيارات المصلحة للأغراض الإدارية البحثة، والتأكد من صلة مستعمليها، لافتا إلى أنه سيتم مستقبلا الحجز على كل سيارة مصلحة يثبت استعمالها بصفة مخالفة للتشريعات والأنظمة الجاري بها العمل.
وجاء تحرك والي جهة بني ملال - خنيفرة وعامل إقليم بني ملال بعدما بلغ إلى علم مصالح الولاية أن بعض أعضاء المجالس الجماعية بإقليم بني ملال يلجؤون أحيانا إلى استعمال سيارات المصلحة خارج أوقات العمل ولأغراضهم الشخصية، بل منهم من يسلمها لأشخاص ليس لهم أية علاقة بالإدارة حيث يتم استعمالها بطرق تتعارض مع ما خصصت له من أغراض إدارية وفي نطاق خدمة الصالح العام.
أحمد بدرة رئيس مجلس جماعة بني ملال كان أول من التقط توجيهات وإشارات والي الجهة الواضحة وتفاعل معها بكل مسؤولية وواجب، حيث أصدر مذكرة إدارية بتاريخ 25 شتنبر 2024 أي بعد 24 ساعة فقط من توصله بالمراسلة المذكورة، دعا من خلالها أعضاء المجلس إلى عدم استعمال سيارات المصلحة التابعة للجماعة لأغراض شخصية، مشددا على عدم استغلالها خارج أوقات العمل إلا في حالة ضرورة العمل وبحسب المهمة المحددة لذلك.
ولم يستثن رئيس مجلس جماعة بني ملال موظفي الجماعة جميعهم من هذا الأمر الإداري الواضح، مؤكدا على ضرورة إيداع جميع سيارات المصلحة بموقف السيارات أمام مقر الجماعة مباشرة بعد انتهاء توقيت العمل بالإدارة.
هكذا شكل إقليم بني ملال ومجلس جماعة بني ملال نقطة انطلاق رسائل واضحة على طرق الحكامة الجيدة وحسن تدبير المرفق العام في موضوع أثار الكثير من الجدل، وظل لسنوات محط استغراب واستنكار المواطنين وفعاليات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، ألا هو العشوائية والتسيب في استغلال سيارات المصلحة لأغراض شخصية وخارج أوقات العمل وحتى خلال العطل الأسبوعية والسنوية.
مبادرة تستحق كل التشجيع والإشادة سواء مراسلة والي جهة بني ملال - خنيفرة وعامل إقليم بني ملال أو التفاعل الإيجابي الفوري لرئيس مجلس جماعة بني ملال، في انتظار أن تحذو باقي أقاليم الجهة الأربعة الأخرى ومجالسها حذو ذلك، وأن لا يقتصر الأمر على المجالس الجماعية، بل ينبغي أن يشمل ويعم مختلف الإدارات والمصالح الخارجية من صحة وفلاحة وتربية وطنية وغيرها من القطاعات التي تمتلك أساطيل هائلة من سيارات المصلحة يجوب الكثير منها شوارع ومدن ومراكز وجبال الجهة وخارج الجهة طيلة أيام الأسبوع، بالليل والنهار، في انتظار قرار صارم وشجاع مثل القرار الذي اتخذه رجل الدولة خطيب الهبيل.
