تم، أمس الخميس، تكريم السيد عمر عزيمان، مستشار صاحب الجلالة، والرئيس السابق للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، وذلك خلال حفل بمقر المجلس الوطني لحقوق الإنسان.
وتم خلال هذا الحفل، الذي جرى بحضور عدد من المسؤولين السامين، وشخصيات من عالم الفكر والثقافة، تقديم كتاب مهدى إلى المحتفى به تضمن شهادات واعترافات بخصاله الإنسانية ومساره المتميز من خلال مختلف المناصب السامية التي تقلدها.
وفي كلمة بالمناسبة، قالت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيدة آمنة بوعياش، إن ترأس السيد عزيمان للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، تزامن مع انطلاق أحد أبرز أوراش المغرب الحديث، الذي هو ورش العدالة الانتقالية، الذي يعد اليوم من النماذج الكبرى في العالم في مجال المصالحة والإنصاف والحقيقة وجبر الأضرار وعدم التكرار.
وأكدت أن السيد عزيمان كان قبل ذلك، وبعده، ضمن الفاعلين في حركة حقوق الإنسان بالمغرب، سواء في صفوف المؤسسين، أو الداعمين، أو الفاعلين، من موقع الالتزام بحقوق الإنسان ومن مختلف مواقع المسؤولية.
وبعد أن أبرزت الخصال الإنسانية للمحتفى به وسعيه الدائم لتحقيق التوافق والإجماع، أشارت السيدة بوعياش إلى أن تجربة وإسهامات السيد عزيمان على رأس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، مكنت الرؤساء المتعاقبين على هذه المؤسسة من مواصلة طريق “البناء، والترسيخ، والتوطيد”.
من جهته، قال السيد عزيمان إنه قرأ الشهادات المتضمنة في الكتاب المهدى له “بعاطفة قوية وبفيض من الانفعال لما فيها من ثراء يعرض أمامي شريط حياة كما لو كانت حلقات مكتوبة بأقلام كثيرة ومتعددة”، مشيرا إلى أن هذه الشهادات جاءت من رفقاء العمل خلال ممارسة المسؤوليات، وأصدقاء مقربين، وأخرى بالنيابة عن أصدقاء غادرو إلى دار البقاء.
وأبرز السيد عزيمان أن هذه الشهادات، التي جاءت غنية جدا ومتنوعة في لغاتها ونبرات أصواتها وأساليبها ومقارباتها وحكاياتها وطرائفها، تحمل عددا من الذكريات المختارة بعناية، مضيفا أن “خيطا رفيعا يخترق تلك الشهادات رغم تنوعها، هو خيط القرب والكرم والعطف والصداقة والمودة الطيبة”.
من جهته، سجل الكاتب، عبد القادر الشاوي، في كلمة تقديمية، أن السيد عزيمان مثقف ملتزم، وباحث مقتدر، ومنشغل بقضايا الفكر والقانون والحقوق والسياسة وغيرها، مشيرا إلى أن الاحتفاء به يأتي، كذلك، بمناسبة مرور 20 سنة على تجربة الإنصاف والمصالحة.
وأضاف السيد الشاوي أن المحتفى به قاد باقتدار مجموعة من المسؤوليات التي تقلدها، في مجالات حقوق الإنسان، والعدل، والتعليم، والجهوية، والعدالة الانتقالية.
وفي ختام هذا الحفل، الذي تخللته مجموعة من الفقرات الموسيقية، تم تسليم السيد عزيمان نسخة من المؤلف الذي تضمن شهادات في حقه، من 300 صفحة، من إعداد كل من عبد القادر الشاوي، وعلي الكتاني.